في الأول من هذا الشهر وقعت ضحية لفرصة لم أكن فكر بها مسبقا، ولم تخطر لي على بال ولكن الإلحاح الاقتصادي دفعني أن أذلل الفكرة، وأتعاطى مع ما هو موجود بعيدا عن أي تأثير ممكن أن يحدثه هذا التشتت المبالغ فيه في عالم الفرص الصغير الذي يحيط بي.
بعد انكشاف النقاب عن الكثير من الأسئلة التي عجزت أن أحللها، أو أكتشف لها مخرج من مخزوني الثقافي والمهني، اعترفت بحقيقة سذاجتي وحقيقة أني انحرفت عن طريقي كثيرا، وللأسف لا مجال أن أعدله، الأمر الأكثر تعقيدا أني لست وحدي من يعاني الأزمة ، ولا تخص النساء فقط وإنما الشباب بشكل عام. نعيش نحور ذواتنا ونكورها وفقا لحاجة السوق وليس لاشباع طاقاتنا ورغباتنا وشغفنا، نجري وراء هذه الفرصة وتلك وكل وحدة في مجال يختلف عن الآخر، ونواسي أنفسنا لابد أنه بيوم من الأيام ستنقشع الغيمة ونحلق إلى أعلى السماوات.
وفي ظل المجهول الذي يزداد ظلاما كل يوم، -هذه ليس دعوة للتشاؤم- ولكن إشارة إلى أن نمعن التفكير بالوضع الراهن ،وإلى أين يمكن أن نصل؟ وخاصة أن أغلبنا لم يعد يؤمن بالشعارات التي ترفع في التدريب والتي يمشي خلفها الشباب على أمل، المرحلة الحالية هي مرحلة اضطراب حقيقي وتحتاج إلى أكبر من رد فعل أو ذكر في ورقة عمل في مؤتمر، هي أزمة تكاد تسفك بالعقول وتحيلها إلى رماد يتطاير مع أول هبة ريح تفتح الطريق للصراخ، وفي إطار آخر ليس بإمكاني أن أعطي أي نصيحة أو أن أتلو أي تعويذات يمكن أن تنقذني أنا أولا من الوقوع في شرك الفخ الذي تنسجه حواسي يوميا، أو أن أساعد شخص آخر، الفرصة الوحيدة الآن أن نتعلق بالله لأقصى حدد ممكن في سبيل إخراجنا من ضلالنا الفردي أولا ومن ثم توجيهنا لصياغة جماعة تبحث عن التحرر الفكري من الفرص الهوائية.